کد مطلب:239645 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

و فی الشعر أیضا نجد ما یدل علی ذلک
بل ان دعبلا المعاصر للامام و المأمون، یرثی الامام (ع) فیقول :



شككت : فما أدری أمسقی شربة

فأبكیك أم ریب الردی فیهون



أیا عجبا منهم : یسمونك الرضا

و یلقاك منهم كلحة و غضون



فدعبل لم یكن شاكا فی الأمر، بدلیل البیت الثانی، أعنی قوله : أبا عجبا منهم یسمونك الخ ... و بدلیل مرثیته الاخری للامام، التی یقول فیها :



لم یبق حی من الأحیاء نعلمه

من ذی یمان و لا بكر و لا مضر



الا و هم شركاء فی دمائهم

كما تشارك أیسار علی جزر



الی آخر الأبیات .. و مهما شككت فی شی ء، فاننی لا أشك فی أن أقوال دعبل هذه هی التی دعتهم لاتهامه بالزندقة، و المروق من الدین ..

و یقول السوسی :



بأرض طوس نائی الأوطان

اذ غره المأمون بالأمانی



حین سقاه السم فی الرمان [1] .



و القاضی التنوخی أیضا یقول :



و مأمونكم سم الرضا بعد بیعة

فآدت له شم الجبال الرواسب [2] .



و أبوفراس أیضا یقول فی شافیته :



باءوا بقتل الرضا من بعد بیعته

و أبصروا بعض یوم رشدهم و عموا





[ صفحه 430]



عصابة شقیت من بعد ما سعدت

و معشر هلكوا من بعد ما سلموا



لا بیعة ردعتهم عن دمائهم

و لا یمین، و لا قربی، و لا ذمم



و هكذا .. یتضح بما لا مجال معه للشك : أن كون المأمون هو الذی اغتال الامام قد كان معروفا لدی الناس، و شائعا بینهم منذ ذلك الحین .. و لا غرابة فی ذلك فلقد كان وعد جاجبه، و جمعا من العباسیین بأنه سوف یدبر فی الامام بما بحسم مواد بلائه !! .


[1] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 374.

[2] مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 328، و في الغدير ج 3 ص 380 هكذا : « تود ذري شم الجبال الخ .. » . ، و لعل الصواب فيه : « تهد ذري الخ .. ».